رسالة عبر البيب (البايب لاين) التابلين
رسالة عبر البيب (البايب لاين) التابلين
إلى زملاء الدراسة في مدرسة ثانوية رفحاء دفعة 1990 (1411/1410) المحترمين.
إخواني الأعزاء وأحبتي الغالين وزملاء الدراسة في مدرسة ثانوية رفحاء دفعة 1990 (1411/1410) أبعث لكم هذه الرسالة عبر البيب (بلهجة أهل الشمال) من الدمام في المنطقة الشرقية إلى رفحاء الحدود الشمالية مع أجمل وأزكى تحية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير. أما بعد،
مما دفع بي لكتابة هذا المقال هو أن أحد الإخوة وزملاء الدراسة أيام الثانوية تواصل معي بعد أن قرأ مقالي عن "مدينة طلعة التمياط" والذي تم نشره على موقع إخبارية رفحاء في شهر أغسطس الماضي قائلاً لي بعد أن عرّف بنفسه بأنه أحد الزملاء في ثانوية رفحاء فلم تسعفني الذاكرة في حينها بأن أتذكره ولكن تذكرته بعد فترة بسيطة فأعتذر منه وأهديه هذه الأبيات وهي مجاراة لبيتين قرأتهما سابقا لشخص حصل له تقريباً نفس الموقف ولكن الفرق بيني وبينه بأني تذكرت زميلي ولو بعد حين ولكن الشخص الأخر لم يتذكر زملائه كما ورد في أبياته. فأقول لأخي وزميلي العزيز:
تذكرت صوتك يوم ذكرتني فيك
إيه محمد أو أحمد إلاّ حديكم
يا هــــلا يا مرحبا والله يحييك
وإن طالت المدة مانيب ناسيكم
أسأل الأيــــــام،،، والأيام تنبيك
شف داخل القلب حافظ أساميكم
وبإتصالك أســـعدت قلب مغليك
والله يسعدكم ويســــعد أماسيكم
وأنا ما نسيت المدرســــــة ذيك
وما نسيت إني كنت الأول عليكم
بعد أن إمتدح زميلي مقالي وأثنى عليه أردف قائلاً لم يخب ظن الأستاذ/سعيد جاويش فيك عندما كان يطلب منك في كل حصة "تعبير" بأن تقرأ ما كتبت على مسامعنا جميعاً، فلقد أجدت في حياكة المفردات وأجدت كذلك في إختيار الكلمات الجميلة وصياغة المعاني السامية ناهيك عن التسلسل في الأحداث وتصويرها تصويراً دقيقا وشد إنتباه القاريء وترابط الأفكار والتشويق وكان مقالك وسطاً بين الإسهاب الممل والإختصار المخل فكانت كلمات زميلي بمثابة الوشاح على صدري والتاج على راسي.
كما تعلمون أحبتي بأن أخر وقت جمعنا في المرحلة الثانوية للعام الدراسي 1411/1410 وكأنها بالأمس ولكن هل تصدقون بأن لها أكثر من ثلاثين عاما. ياإلهي ثلاثون عاما !!! تمر السنين كلمح البصر.
هذه الصورة توضح مكان المدرسة (مدرسة ثانوية رفحاء) والتي أزيلت الآن بالكامل وتساوت مع الأرض ولم يبقى منها سوى الذكريات وجارها من جهة الشرق هذا البرج الشامخ والذي كنا نستظل بظله في فترة الصباح ونحن في ساحة المدرسة أثناء الفسحة ونتناول فلافل أبو خطاب والتي لا زال طعمها في فمي. وحتى لو أزيلت هذه المدرسة من على وجه الأرض فمكانها ومكانتها لا زالت في القلب موجوده وتبقى ذكرياتها صامدة أمام طوفان النسيان، وهناك زملاء كرام لا زلت أذكرهم ولو غابت أسمائهم عني فلهم مني كل المحبة والتقدير وأطلب منهم العذر والسموحة وأقول لهم كما قال الشاعر:
رفاق الروح مازلتم
بوسط القلب أحبابا
وإن غبتم وإن غبنا
فإن الحــب ما غابا
تمر بنا الحياة مسرعة، سنين تليها سنين وتتغير ملامح وجوهنا ولكن جوهرنا لم ولن يتغيّر بإذن الله. نعم إنها السنون تمضي والأيام تنقضي ولكن أحب أن اطمأنكم أحبتي الكرام بأني لا زلت أحتفظ ببقايا شعري ولو إشتعل شيباً ولا زلت أذكركم وأحتفظ بذكراكم وأمنّي النفس بلقياكم.
من المواقف الطريفة التي لا زالت عالقة بالذهن حتى الآن ألا وهي أثناء أحد الإختبارات الشهرية لمادة الإنجليزي في الصف الثاني الثانوي لاحظ الأستاذ/عبد العزيز بلال بأن معظم طاولات الطلاب إقتربت جداً من طاولتي وكأن بها مادة مغناطيسية تجذب باقي الطاولات الأخرى فقام بإخراج طاولتي خارج الفصل ووضعها في السيب. فأتى مدير المدرسة آنذاك الأستاذ/خالد فهيد البقعاوي وسأل عن السبب لماذا أنا خارج الفصل فأجابه الأستاذ عبدالعزيز باللهجة السودانية "أحسن لينا وليهو" أي من الأفضل له ولنا بأن يكون خارج الفصل. فلهم مني كل المحبة والتقدير مع باقي الأساتذة الأفاضل وأن يجزاهم الله عنّا خير الجزاء على ما بذلوه من أجلنا ومن أجل هذا الوطن المعطاء وتطوير قطاع التعليم ودفع عجلة منظومة العلم بشكل عام.
بعد الإنتهاء من المرحلة الثانوية كنت أحلم بالإنضمام إلى السلك الدبلوماسي ودراسة العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض ولكن شاءت الأقدار بأن أضع الرحال في شركة أرامكو في المنطقة الشرقية وبدأت رحلتي في عالم النفط والغاز أو ما يعرف اليوم بإسم (الطاقة) فأنخرطت في معهد أرامكو للتدريب وتخرجت بعد ذلك لأصبح مساعد قبطان بحري (كابتن) على متن البارجات البحرية حيث عملت في مناطق الزيت المغمورة في مياه الخليج العربي لمدة عامين ونيف ومن ثم أنتقلت إلى قسم الهندسة البحرية في رأس تنورة حيث أمضيت هناك قرابة السنتين أو يزيد. وبعد ذلك تم إختياري من قبل الإدارة لكي أصبح مستشاراً في قسم المشاريع البحرية حيث أمضيت فيها باقي سنوات خدمتي والتي بلغت 23 عاما من العمل المتواصل مع هذه الشركة العملاقة والرائدة.
لقد تم إبتعاثي من قبل الشركة لدراسة "الإدارة والأعمال" في جامعة هيدرزفيلد، بريطانيا. لقد تفوقت على الإنجليز في عقر دارهم وتم تكريمي من قبل إدارة الجامعة حيث تسلمت جائزة "طالب السنة". وأعلن ذلك في الصحف المحلية البريطانية وموقع الجامعة الرسمي وكذلك صحيفة قافلة الزيت والتي تصدر في الظهران من قبل شركة أرامكو.
بعد إنتهاء رحلتي المميزة مع شركة أرامكو بعد أن أمضيت فيها على ما يزيد عن عقدين من الخدمة المتواصلة والعمل المميز، قررت الإلتحاق بالقطاع الخاص والعمل كمستشار في مشاريع النفط والغاز في منطقة الخليج وخصوصا دبي.
وقبل الختام لعلي أقتبس بعض الكلمات والجمل التي يتم تداولها ما بين الفينة والأخرى عبر الواتس أب وبعض مواقع التواصل الإجتماعي عن جيلنا او ما يعرف بالجيل الذهبي؛ لقد كنتم أكثر الأطفال تميزاً بطفولتكم الممتعة التي لم يحظ بها أحد قط على مر العصور، لحقتم على جيلين (الجيل القديم والجيل الحديث)، وولادتكم كانت في ظروف معيشية رائعة "أيام الطفرة" عشتم في بيوت الشعر وبيوت الطين، وسكنتم الآن الفلل والقصور، وركبتم في صندوق الوانيت، وها أنتم اليوم تقودون المرسيدس واللكزس وغيرها من السيارات الفارهة. أنتم من الجيل الذي لبس الفانيلة الخضراء تحت الثوب (يا عمار )، ومن ألعابكم المفضلة قديماً نط الحبل وطاق طاق طاقية والسيارات المصنعة محلياً وكفراتها من أغطية البيبسي. ومن أهم هواياتكم قديما الحومان بالشوارع في الشموس وصيد العصافير بالنبابيط والسباحة في البرك. والآن هاأنتم تعاصرون الإنترنت والجيل الخامس وعالم أبل وإكس بوكس وبلاي ستيشن وصولا إلى النت فليكس والشاشات بتقنية ال HD وال 4K وكذلك التلفزيونات الذكية.
لقد عشتم جيلين مختلفين حيث تربيتم تربية الأجيال السابقة وعشتم عيشة الأجيال التالية فأنتم مخضرمون بل أنتم رائعون ومحظوظون كذلك، لن يتكرر جيلكم فلله دركم. حقيقة حقيقة تاريخكم جميل ماضياً وحاضراً. فأنتم تعتبرون عشتم ثلاثة أو أربعة أضعاف أعماركم الحقيقية، فالنقلة الحضارية التي عاصرتموها لم ولن يعرفها جيل غيركم منذ بدء الخليقة وربما حتى قيام الساعة !!! ستبقون دائماً مميزون وأنتم أهل لذلك.
وفي الختام أحبتي الكرام، ربما بعضكم لا زال على رأس العمل والبعض الآخر ترجّل أو على وشك أن يترجّل عن صهوة جواده (وفقكم الله جميعاً وسدّد إلى الخير خطاكم) ولكن كل واحد منكم برز وتميز في مجال ما، فمنكم المهندس ومنكم الضابط ومنكم الدكتور ومنكم المعلم ومنكم الكاتب ومنكم المفكر ومنكم ومنكم والقائمة تطول. فلعل هذه الرسالة أن تكون بمثابة همزة الوصل وتعزز التواصل فيما بيننا بعد طول إنقطاع وتعيد الذكريات الجميلة وأيام الدراسة. وهناك هدف آخر ربما نناقشه لاحقا ألا وهو تبادل الخبرات والمعلومات حيث كل واحد منا عمل في مجال معين ودرس تخصص معين وتميّز به، وهذه الخبرات والمعلومات إذا إجتمعت على طاولة واحدة ربما تأتي أكلها وينتج عنها أفكاراً خارج الصندوق بما ينفعنا ويرفع إسم مملكتنا الحبيبة عالياً كما هو دائماً. والله ولي التوفيق.
إلى اللقاء قريبا بإذن الله.
أخوكم/سيار بن عبدالله الشمري
مستشار سابق في شركة أرامكو السعودية
0503031579
@Sayyar_Shammary
sayyar.shammary40@gmail.com
إلى زملاء الدراسة في مدرسة ثانوية رفحاء دفعة 1990 (1411/1410) المحترمين.
إخواني الأعزاء وأحبتي الغالين وزملاء الدراسة في مدرسة ثانوية رفحاء دفعة 1990 (1411/1410) أبعث لكم هذه الرسالة عبر البيب (بلهجة أهل الشمال) من الدمام في المنطقة الشرقية إلى رفحاء الحدود الشمالية مع أجمل وأزكى تحية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير. أما بعد،
مما دفع بي لكتابة هذا المقال هو أن أحد الإخوة وزملاء الدراسة أيام الثانوية تواصل معي بعد أن قرأ مقالي عن "مدينة طلعة التمياط" والذي تم نشره على موقع إخبارية رفحاء في شهر أغسطس الماضي قائلاً لي بعد أن عرّف بنفسه بأنه أحد الزملاء في ثانوية رفحاء فلم تسعفني الذاكرة في حينها بأن أتذكره ولكن تذكرته بعد فترة بسيطة فأعتذر منه وأهديه هذه الأبيات وهي مجاراة لبيتين قرأتهما سابقا لشخص حصل له تقريباً نفس الموقف ولكن الفرق بيني وبينه بأني تذكرت زميلي ولو بعد حين ولكن الشخص الأخر لم يتذكر زملائه كما ورد في أبياته. فأقول لأخي وزميلي العزيز:
تذكرت صوتك يوم ذكرتني فيك
إيه محمد أو أحمد إلاّ حديكم
يا هــــلا يا مرحبا والله يحييك
وإن طالت المدة مانيب ناسيكم
أسأل الأيــــــام،،، والأيام تنبيك
شف داخل القلب حافظ أساميكم
وبإتصالك أســـعدت قلب مغليك
والله يسعدكم ويســــعد أماسيكم
وأنا ما نسيت المدرســــــة ذيك
وما نسيت إني كنت الأول عليكم
بعد أن إمتدح زميلي مقالي وأثنى عليه أردف قائلاً لم يخب ظن الأستاذ/سعيد جاويش فيك عندما كان يطلب منك في كل حصة "تعبير" بأن تقرأ ما كتبت على مسامعنا جميعاً، فلقد أجدت في حياكة المفردات وأجدت كذلك في إختيار الكلمات الجميلة وصياغة المعاني السامية ناهيك عن التسلسل في الأحداث وتصويرها تصويراً دقيقا وشد إنتباه القاريء وترابط الأفكار والتشويق وكان مقالك وسطاً بين الإسهاب الممل والإختصار المخل فكانت كلمات زميلي بمثابة الوشاح على صدري والتاج على راسي.
كما تعلمون أحبتي بأن أخر وقت جمعنا في المرحلة الثانوية للعام الدراسي 1411/1410 وكأنها بالأمس ولكن هل تصدقون بأن لها أكثر من ثلاثين عاما. ياإلهي ثلاثون عاما !!! تمر السنين كلمح البصر.
هذه الصورة توضح مكان المدرسة (مدرسة ثانوية رفحاء) والتي أزيلت الآن بالكامل وتساوت مع الأرض ولم يبقى منها سوى الذكريات وجارها من جهة الشرق هذا البرج الشامخ والذي كنا نستظل بظله في فترة الصباح ونحن في ساحة المدرسة أثناء الفسحة ونتناول فلافل أبو خطاب والتي لا زال طعمها في فمي. وحتى لو أزيلت هذه المدرسة من على وجه الأرض فمكانها ومكانتها لا زالت في القلب موجوده وتبقى ذكرياتها صامدة أمام طوفان النسيان، وهناك زملاء كرام لا زلت أذكرهم ولو غابت أسمائهم عني فلهم مني كل المحبة والتقدير وأطلب منهم العذر والسموحة وأقول لهم كما قال الشاعر:
رفاق الروح مازلتم
بوسط القلب أحبابا
وإن غبتم وإن غبنا
فإن الحــب ما غابا
تمر بنا الحياة مسرعة، سنين تليها سنين وتتغير ملامح وجوهنا ولكن جوهرنا لم ولن يتغيّر بإذن الله. نعم إنها السنون تمضي والأيام تنقضي ولكن أحب أن اطمأنكم أحبتي الكرام بأني لا زلت أحتفظ ببقايا شعري ولو إشتعل شيباً ولا زلت أذكركم وأحتفظ بذكراكم وأمنّي النفس بلقياكم.
من المواقف الطريفة التي لا زالت عالقة بالذهن حتى الآن ألا وهي أثناء أحد الإختبارات الشهرية لمادة الإنجليزي في الصف الثاني الثانوي لاحظ الأستاذ/عبد العزيز بلال بأن معظم طاولات الطلاب إقتربت جداً من طاولتي وكأن بها مادة مغناطيسية تجذب باقي الطاولات الأخرى فقام بإخراج طاولتي خارج الفصل ووضعها في السيب. فأتى مدير المدرسة آنذاك الأستاذ/خالد فهيد البقعاوي وسأل عن السبب لماذا أنا خارج الفصل فأجابه الأستاذ عبدالعزيز باللهجة السودانية "أحسن لينا وليهو" أي من الأفضل له ولنا بأن يكون خارج الفصل. فلهم مني كل المحبة والتقدير مع باقي الأساتذة الأفاضل وأن يجزاهم الله عنّا خير الجزاء على ما بذلوه من أجلنا ومن أجل هذا الوطن المعطاء وتطوير قطاع التعليم ودفع عجلة منظومة العلم بشكل عام.
بعد الإنتهاء من المرحلة الثانوية كنت أحلم بالإنضمام إلى السلك الدبلوماسي ودراسة العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض ولكن شاءت الأقدار بأن أضع الرحال في شركة أرامكو في المنطقة الشرقية وبدأت رحلتي في عالم النفط والغاز أو ما يعرف اليوم بإسم (الطاقة) فأنخرطت في معهد أرامكو للتدريب وتخرجت بعد ذلك لأصبح مساعد قبطان بحري (كابتن) على متن البارجات البحرية حيث عملت في مناطق الزيت المغمورة في مياه الخليج العربي لمدة عامين ونيف ومن ثم أنتقلت إلى قسم الهندسة البحرية في رأس تنورة حيث أمضيت هناك قرابة السنتين أو يزيد. وبعد ذلك تم إختياري من قبل الإدارة لكي أصبح مستشاراً في قسم المشاريع البحرية حيث أمضيت فيها باقي سنوات خدمتي والتي بلغت 23 عاما من العمل المتواصل مع هذه الشركة العملاقة والرائدة.
لقد تم إبتعاثي من قبل الشركة لدراسة "الإدارة والأعمال" في جامعة هيدرزفيلد، بريطانيا. لقد تفوقت على الإنجليز في عقر دارهم وتم تكريمي من قبل إدارة الجامعة حيث تسلمت جائزة "طالب السنة". وأعلن ذلك في الصحف المحلية البريطانية وموقع الجامعة الرسمي وكذلك صحيفة قافلة الزيت والتي تصدر في الظهران من قبل شركة أرامكو.
بعد إنتهاء رحلتي المميزة مع شركة أرامكو بعد أن أمضيت فيها على ما يزيد عن عقدين من الخدمة المتواصلة والعمل المميز، قررت الإلتحاق بالقطاع الخاص والعمل كمستشار في مشاريع النفط والغاز في منطقة الخليج وخصوصا دبي.
وقبل الختام لعلي أقتبس بعض الكلمات والجمل التي يتم تداولها ما بين الفينة والأخرى عبر الواتس أب وبعض مواقع التواصل الإجتماعي عن جيلنا او ما يعرف بالجيل الذهبي؛ لقد كنتم أكثر الأطفال تميزاً بطفولتكم الممتعة التي لم يحظ بها أحد قط على مر العصور، لحقتم على جيلين (الجيل القديم والجيل الحديث)، وولادتكم كانت في ظروف معيشية رائعة "أيام الطفرة" عشتم في بيوت الشعر وبيوت الطين، وسكنتم الآن الفلل والقصور، وركبتم في صندوق الوانيت، وها أنتم اليوم تقودون المرسيدس واللكزس وغيرها من السيارات الفارهة. أنتم من الجيل الذي لبس الفانيلة الخضراء تحت الثوب (يا عمار )، ومن ألعابكم المفضلة قديماً نط الحبل وطاق طاق طاقية والسيارات المصنعة محلياً وكفراتها من أغطية البيبسي. ومن أهم هواياتكم قديما الحومان بالشوارع في الشموس وصيد العصافير بالنبابيط والسباحة في البرك. والآن هاأنتم تعاصرون الإنترنت والجيل الخامس وعالم أبل وإكس بوكس وبلاي ستيشن وصولا إلى النت فليكس والشاشات بتقنية ال HD وال 4K وكذلك التلفزيونات الذكية.
لقد عشتم جيلين مختلفين حيث تربيتم تربية الأجيال السابقة وعشتم عيشة الأجيال التالية فأنتم مخضرمون بل أنتم رائعون ومحظوظون كذلك، لن يتكرر جيلكم فلله دركم. حقيقة حقيقة تاريخكم جميل ماضياً وحاضراً. فأنتم تعتبرون عشتم ثلاثة أو أربعة أضعاف أعماركم الحقيقية، فالنقلة الحضارية التي عاصرتموها لم ولن يعرفها جيل غيركم منذ بدء الخليقة وربما حتى قيام الساعة !!! ستبقون دائماً مميزون وأنتم أهل لذلك.
وفي الختام أحبتي الكرام، ربما بعضكم لا زال على رأس العمل والبعض الآخر ترجّل أو على وشك أن يترجّل عن صهوة جواده (وفقكم الله جميعاً وسدّد إلى الخير خطاكم) ولكن كل واحد منكم برز وتميز في مجال ما، فمنكم المهندس ومنكم الضابط ومنكم الدكتور ومنكم المعلم ومنكم الكاتب ومنكم المفكر ومنكم ومنكم والقائمة تطول. فلعل هذه الرسالة أن تكون بمثابة همزة الوصل وتعزز التواصل فيما بيننا بعد طول إنقطاع وتعيد الذكريات الجميلة وأيام الدراسة. وهناك هدف آخر ربما نناقشه لاحقا ألا وهو تبادل الخبرات والمعلومات حيث كل واحد منا عمل في مجال معين ودرس تخصص معين وتميّز به، وهذه الخبرات والمعلومات إذا إجتمعت على طاولة واحدة ربما تأتي أكلها وينتج عنها أفكاراً خارج الصندوق بما ينفعنا ويرفع إسم مملكتنا الحبيبة عالياً كما هو دائماً. والله ولي التوفيق.
إلى اللقاء قريبا بإذن الله.
أخوكم/سيار بن عبدالله الشمري
مستشار سابق في شركة أرامكو السعودية
0503031579
@Sayyar_Shammary
sayyar.shammary40@gmail.com